إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

536 ـ عثمان بن عفّان (47 ق . هـ ـ 35 هـ) = (577 ـ 656 م)

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة، من قريش. أمير المؤمنين، ذو النّورَين، وثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشّرين بالجنّة. ولد بمكة، وكان غنيّاً شريفاً في الجاهلية. أسلم بعد البِعثة بقليل. بويِع بالخِلافة بعد وفاة عُمر بن الخطاب سنة 23 هـ. تزوّج من رقية بنت النبي فماتت عنده، فزوّجه رسول الله ابنته أم كلثوم فماتت عنده أيضاً. فقال رسول الله: (لو كان عندي ثالثة زوّجتها عثمان). وكان عثمان جواداً كريماً يبذل للقريب والبعيد، فهو الذي جهّز جيش العُسْرة (الذي تحرّك سنة 9 هـ إلى تبوك لقتال الروم) بتسعمائة وخمسين بَعيراً، وخمسين فَرَساً، وتبرّع بألف دينار. وهو الذي ابتاع بئر رومه (بالمدينة) وأباحها لابن السّبيل. وهو الذي آوى كثيراً من الناس في سِني المجاعة في كنفه. من أهم أعماله في فترة خِلافته فَتْح أرمينيا والقوقاز وقبرص، وأتمّ جمْع القرآن. وفي عهده وسّع المسجد الحرام، ومسجد الرسول، وأمَر بالأذان الأول يوم الجمعة، واتّخذ الشُّرطة، واتخذ داراً للقضاء بين الناس، وكان نَقش الدّراهم في أيامه (الله أكبر). نقم عليه بعض الناس اختصاصه أقارِبه من بني أُميّة بالولايات والأعمال، فجاءته الوفود من الكوفة والبصرة ومصر شاكين أقاربه. فكان يرضيهم، إلي أن قدِم أهل مصر يشكون من عبدالله بن أبي السرح، فعزله، وكتب لهم كتاباً بتوليه محمد بن أبي بكر الصديق، فرضوا بذلك، وفي طريق عودتهم لمصر رأوا راكباً علي راحلته، فسألوه عن وجهته ، فعرفوا بأنه مُوفد بكتاب ممهور بخاتم عثمان باستقرار عبدالله بن سعد بن أبي سرح ومعاقبة جماعة من أعيانهم، فأخذوا منه الكتاب ورجعوا إلي عثمان وواجهوه به، فأخبرهم بأنه ما كتب ولا أذن، فطلبوا منه تسليم كَاتبه مروان بن الحكم، وهو الذي هو ابن عمه الذي أرسل الكتاب، فخشي عليه من القتل فامتنَع. فحصروه في داره أربعين يوماً يراودونه على أن يخلَع نفسه فلم يفعَل. وتسوَّر عليه بعضهم جدار داره فقتلوه صبيحة عيد الأضحى، وهو يقرأ القرآن. ودُفِن بالبقيع. وكانت خِلافته اثنتي عشرة سنة إلاّ ثمانية أيّام.